فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون
نحتاج الى عدة نقاط لبيان من هم اهل الذكر ومن هم المسؤولون
اولا: اقوال ال محمد ع بالاية
ثانيا : اقوال علماء الشيعه بالاية
ثالثا: فإذا كان المسئول جاهلاً ولو في مسألة واحدة ، يكون سائلاً لا مسئولاً،
اقوال ال محمد ع في الايه
وقد روي عن أمير المؤمنين (ص): في وصيته للحسن إن كل من يدعي هذا المقام فهو كذاب، إذ قال: (( ...وأمركم أن تسألوا أهل الذكر، ونحن والله أهل الذكر، لا يدعي ذلك غيرنا إلا كاذب...ثم قال: (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) فنحن أهل الذكر فاقبلوا أمرنا وانتهوا عما نهينا ونحن الأبواب التي أمرتم أن تأتوا منها، فنحن والله أبواب تلك البيوت ليس ذلك لغيرنا ولا يقوله أحد سوانا.... )) نهج السعادة ج8 ص318 للشيخ المحمودي / مستدرك الوسائل ج17ص273.
عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله عز وجل: * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " الذكر أنا والأئمة (عليهم السلام) أهل الذكر وقوله عز وجل: * (وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون) * قال أبو جعفر (عليه السلام): " نحن قومه ونحن المسؤولون "(غاية المرام ص 27\
--------------------------------------------------------------------------------
:عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في قول الله تعالى : فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ، قال : كتاب الله الذكر ، وأهله آل محمد الذين أمر الله بسؤالهم ولم يؤمروا بسؤال الجهال . بصائر الدرجات ص 37
عن أحمد بن محمد عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) قال: سمعته يقول: قال علي بن الحسين (عليه السلام): " على الأئمة من الفرض ما ليس على شيعتهم وعلى شيعتنا ما ليس علينا، أمرهم الله عز وجل أن يسألونا قال: * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * فأمرهم أن يسألونا وليس علينا الجواب، إن شئنا أجبنا وإن شئنا أمسكنا "(غاية المرام ص27
محمد بن الحسن الصفار في (بصائر الدرجات) عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر (عليه السلام) في قول الله: * (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) * قال: " الذكر القرآن وآل رسول الله (صلى الله عليه وآله) أهل الذكر وهم المسؤولون "(البصائر: 62 / ح 23 / باب 19
ومولاي الإمام الباقر (ع) فقد ورد عن سورة ابن كليب ، عن أبي جعفر (ع) قال : قلت له : قول الله عز وجل : " ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة " ؟ قال (من قال : إني إمام وليس بإمام قال : قلت : وإن كان علويا ؟ قال : وإن كان علويا قلت وإن كان من ولد علي ابن أبي طالب (ع) ؟ قال وإن كان) - الكافي ج 1 ص 372
ومن الواضح ان هذه الايه خاصة بأهل البيت كآية التطهير، وهل أتى ، فلا يمكن انطباقها على غيرهم وهذا ما صرح به الأئمة ((ع)) في الأحاديث التي ذكرتها وغيرها الكثير، بقولهم (نحن أولوا الذكر ونحن المسئولون ) ، وبقولهم (الذكر محمد ونحن أهله) . فالذي يكون من أهل البيت يجب أن يكون من أهل الذكر ـ محمد (ص) ـ الذين قال الله تعالى عنهم: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) والإجماع على إنها خاصة بعترة الرسول (ص) .
--------------------------------------------------------------------------------
ثانيا : اقوال علماء الشيعه بالاية
1. أبو الصلاح الحلبي في كتابه الكافي قال : ((..وهم – يعني الأئمة- الذين أُمر من لا يعلم بمسألتهم ليعلم في قوله : (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) وقد بينا في غير هذا الكتاب ونبينه فيه كون الأئمة الاثني عشر صلوات الله عليهم أولي الأمر وأهل الذكر دون غيرهم )) الكافي للحلبي ص56.
وقال أيضاً في ص93 :
(( قوله تعالى : (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) فأمر من لا يعلم بسؤال أهل الذكر ليعلم ، ولم يخص ذلك بشيء ، دون شيء ، وذلك مقتضى لعلم المسئولين بكل شيء يُسألون عنه ، معصومون فيما يفتون به ، لقبح الأمر بالمسألة من لا يعلم ما يُسأل عنه ، وعدم العلم لفتيا من يجوز عليه الخطأ عن قصد أو سهو... ))
5. الشيخ علي النمازي في كتابه مستدرك سفينة البحار ج3 ص441 ، قال: (( قال تعالى (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) أهل الذكر الأئمة (عليهم السلام ) بذلك نطقت الروايات المتواترة المذكورة في باب أنهم أهل الذكر وأنهم هم المسئولون )).
6. الشيخ مرتضى الأنصاري في كتابه فرائد الأصول ج1 ص288 قال رداً على من استدل بهذه الآية : (( ويرد عليه : أولاً إن الاستدلال إن كان بظاهر الآية ، فظاهرها بمقتضى السياق إرادة علماء أهل الكتاب ..... إلى أن يقول : وان كان مع قطع النظر عن سياقها ، ففيه : انه وارد في الأخبار المستفيضة : ان أهل الذكر هم الأئمة (عليهم السلام ) وقد عقد في أصول الكافي بابا لذلك .
7. المحقق الخوئي في كتاب الاجتهاد والتقليد ص90 ، ذكر كلاماً طويلاً ثم قال : ولكن الصحيح إن الآية المباركة لا يمكن الاستدلال بها على جواز التقليد وذلك لأن موردها ينافي القبول التعبدي حيث أن موردها من الأصول الاعتقادية بقرينة الآية السابقة عليها وهي : (وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِمْ فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)
وهو رد لاستغرابهم تخصيصه سبحانه رجلاً بالنبوة من بينهم فموردها النبوة ويعتبر فيها العلم والمعرفة ولا يكفي فيها مجرد السؤال من دون أن يحصل الإذعان فلا مجال للاستدلال بها على قبول فتوى الفقيه تعبداً من دون أن يحصل منها علم بالمسألة ))
8. السيد محمد سعيد الحكيم في كتابه مصباح المنهاج _ التقليد _ ص12 قال كلاًماً طويلاً نأخذ منه مقدار الحاجة وهو: (( انه لابد من رفع اليد عن ظهور الآية، في إرادة مطلق العلماء من أهل الذكر، بالنصوص الكثيرة الظاهرة، بل الصريحة في اختصاص أهل الذكر بالأئمة عليهم السلام وعدم شمولها لغيرهم... )) .
9. السيـد الكلبايكاني في كتابه إفاضة الفوائد ج2 ص91 قال : ((فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ..... إلى أن يقول: وفيه- مضافاً إلى ما مر من الجواب- أنها لو دلت على حجية الغير لدلت على حجية الأخبار التي وردت في أن المراد بأهل الذكر الأئمة عليهم السلام. وعلى هذا لا دخل لها بحجية خبر الواحد، فصحة الاستدلال بها توجب عدم الاستدلال بها )).
.
--------------------------------------------------------------------------------
وأقوال هؤلاء العلماء كلها أو جلها تؤكد على أن المراد من الآية هم ( أهل البيت ) ((ع)) خاصة ولا دخل لها بوجوب تقليد غيرهم .
ثم إن القول بشمول الآية لمطلق أهل الذكر من العلماء هو مذهب أبناء العامة في تفسير قوله تعالى :((فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)) وقد اخبرنا الأئمة ((ع)) بعدم ركوب مراكب أبناء العامة وإن الرشد في خلافهم .
والشيعة قديما وحديثا يستدلون بهذه الآية :-
((فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ)) على أن المراد منها هم أهل بيت النبي (ص) لا غيرهم لأنهم معصومون ، وعندهم علم كل شيء من الله تعالى وفيهم وصية الرسول محمد (ص). فكيف يأتي اليوم فقهاء اخر الزمان ويحملوها على مطلق العلماء ولا يخصوها بالعترة الطاهرة (ع). فعلى فرض كلامهم يكون تفسير أبناء العامة لهذه الآية صحيحاً وأنها غير مختصة بالأئمة المعصومين (ع) ـ والعياذ بالله من هكذا كلام ـ وإن أبناء العامة أخطئوا في تطبيقها على المصداق فقط و إلا فمفهوم تفسيرهم صحيحاً على فرض كلام فقهاء اخر الزمان وبعد هذا كله تبين خطأ استدلال الفقهاء بهذه الآية على وجوب التقليد ولو بمجرد إنها غير تامة الدلالة على هذا المعنى ومن المعلوم انه يشترط في الاستدلال أن يكون الدليل الشرعي تام الدلالة لا يقبل التأويل.
قال تعالى:( أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ ) يونس 35
--------------------------------------------------------------------------------
ثالثا: فإذا كان المسئول جاهلاً ولو في مسألة واحدة ، يكون سائلاً لا مسئولاً،
نقول
ثم ان المسئول في الآية يجب أن يكون عنده جواب عن كل مسألة يُسأل عنها وهذا يحتاج إلى العصمة والإلهام الإلهي وهذا ما لا يوجد إلا في العترة الطاهرة لمحمد (ص)، فإذا كان المسئول جاهلاً ولو في مسألة واحدة ، يكون سائلاً لا مسئولاً، وهو خلاف الفرض ، فلا بد أن تنتهي المسالة إلى من تحتاج الناس إليه ولا يحتاج إلى أحد من الناس . وهم محمد وآل محمد (ع) كما نصت على ذلك الروايات المتواترة.
والمسئول في الآية (فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ) لابد أن يكون واجب الطاعة فيما يُسأل عنه ويأمر به، وهذا خاص بالأئمة المعصومين (ع) ، لأن القول بوجوب طاعة غير المعصوم يستلزم الأمر بالمعصية وهذا محال، لأن غير المعصوم ممكن الخطأ والانحراف عمداً أو سهواً فكيف تجب طاعته مطلقاً، وقد صرح بذلك الإمام علي (ع) بقوله:
(( .... وإنما أمر الله بطاعة الرسول صلى الله عليه واله لأنه معصوم مطهر لا يأمر بمعصية، وإنما أمر بطاعة أولي الأمر لأنهم معصومون مطهرون لا يأمرون بعصية )) الوسائل ج18 ص93.
وبعد هذا يكون استدلال الفقهاء بهذه الآية مخالفاً للقران والسنة المطهرة وهو اجتهاد مقابل النص، الذي هو باطل ضرورة، وهو ظلم لآل محمد (ص) وانتحالاً لمقاماتهم التي خصهم الله تعالى بها
0 تعليق على موضوع " الرد على دليل الفقهاء على وجوب التقليد في أية فاسالوا اهل الذكر ان كنتم لا تعلمون "
الإبتساماتإخفاء