اجابتان إحداهما للإمام أحمد الحسن عليه السلام، والأخرى لمفسر شيعي وآخر سني انظروا لتعلموا من هو العالم الحق:
في تفسير قوله تعالى: ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ﴾.
يقول كبير مفسري الشيعة في العصر الراهن الشيخ مكارم الشيرازي:
((ماذا يقصد بطور سيناء ؟ ذكر المفسرون لهذه الكلمة احتمالين: الأول: أنها إشارة إلى جبل الطور المعروف في صحراء سيناء .. والاحتمال الثاني: طور سيناء ذات جانب وصفي يعني الجبل ذي الخيرات، أو الجبل ذي الأشجار الكثيرة، أو الجبل الجميل (لأن "الطور" يعني الجبل، و"سيناء" تعني ذات البركة والجمال والشجر
وكلمة "صبغ" تعني في الأصل اللون، وبما أن الإنسان يلون خبزه مع المرق، لهذا أطلق على جميع أنواع المرق اسم الصبغ. وعلى كل حال فكلمة "الصبغ" ربما تكون إشارة إلى زيت الزيتون الذي يؤكل مع الخبز، أو أنواع الخبز مع المرق الذي يحضر من أشجار أخرى. وهنا يواجهنا سؤال: لماذا أكد على ثلاث فواكه هي: التمر والعنب والزيتون ؟ في الجواب على ذلك لابد من الاهتمام بمسألة علمية، هي أن علماء التغذية أكدوا أنه من النادر أن نجد فاكهة مفيدة لجسم الإنسان بقدر فائدة هذه الفواكه الثلاثة.
لزيت الزيتون أهمية فائقة في إنتاج الطاقة وبناء الجسم، لأن الحرارة الناتجة عن تناوله كبيرة، وهو صديق حميم للكبد، ويزيل أمراض الكلية ويحميها، ويقوي الأعصاب، وأخيرا يعتبر إكسير السلامة. أما التمور فقد وصفت بدرجة لا يسعها هذا الموجز، فسكرها من أفضل أنواع السكر وأسلمها، ويرى عدد كبير من خبراء التغذية أن التمور من الأسباب التي تحول دون الإصابة بالأمراض السرطانية، حيث كشف العلماء في التمور ثلاث عشرة مادة حيوية، وخمسة أنواع من الفيتامينات، وبهذا تعتبر مصدرا غنيا بالمواد الغذائية. أما الأعناب فتعبر كما يراه بعض العلماء صيدلية طبيعية، فخواصها تشبه حليب الأم، وتولد طاقة حرارية في الجسم تعادل ضعف ما تولده اللحوم، وتصفي الدم، وتدفع السموم عن البدن، وتمنح فيتاميناته الإنسان قوة وطاقة مثلي)) تفسير الأمثل: ج10 ص439 – 440.
أما المفسر السني السمعاني، فيقول:
(("وصبغ للآكلين".. ومعناه: وإدام للآكلين، فإن الخبز إذا غمس فيه أي: في الزيت انصبغ به بمعنى تلون، والإدام كل ما يؤكل مع الخبر عادة، سواء انصبغ به الخبر أو لم ينصبغ، روي عن النبي أنه أخذ لقمة وتمرة وقال: هذه إدام هذه. وعنه أنه قال: سيد إدام أهل الجنة اللحم)) تفسير السمعاني: ج3 ص470.
وإليكم جواب *السيد أحمد الحسن عن الآية لما سئل عنها، إذ يقول:
(الجواب: قال تعالى: ﴿وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّا عَلَى ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ﴾ المؤمنون: 18. والماء: هو نور محمد وهو العلم، ﴿فَأَنْشَأْنَا لَكُمْ بِهِ جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ المؤمنون: 19، الجنات: هم آل محمد ، وأشجار النخيل والأعناب والفواكه هم شيعتهم وأولياؤهم المخلصون.
﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْنَاءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ﴾ المؤمنون: 20، وهذه الشجرة: قائم آل محمد ، والطور: النجف، وقد ورد في الرواية عنهم : (إنّ طور سيناء نقلته الملائكة إلى النجف).
﴿تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ﴾: الأشجار عادة تنبت بالماء وهو سائل خفيف، أما الدهن فهو سائل ثقيل كثيف لا تنبت الأشجار به عادة، ولكن هذه شجرة خاصة ولها خصوصية أنها تسقى بالدهن لا الماء، فهي تشرب الدهن وهو العلم الثقيل والنور الخالص، ﴿يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ﴾ النور: 35.
﴿وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ﴾: الذي يأكل يقدم له الطعام لا الصبغ، إذن فهذا الصبغ هو نتيجة للأكل من هذه الشجرة، حيث إنّ الذين يأكلون من هذه الشجرة ويأخذون علومها وينتفعون بعلم الإمام المهدي يصبغون بصبغة الله سبحانه، ﴿صِبْغَةَ اللّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللّهِ صِبْغَةً﴾ البقرة: 138) المتشابهات: ج3 سؤال رقم (94).
0 تعليق على موضوع " فرق شاسع بین تفسیر اهل البیت والمفسرین لایه (وشجره تخرج من طور سینا)"
الإبتساماتإخفاء