خطاب يماني آل محمد بمناسبة الحج
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وال محمد الأئمة والمهدين وسلم تسليما .
قال تعالى: (وكذلك مكنا ليوسف في الارض يتبوء منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين ولأجر الآخرة خير للذين امنوا وكانوا يتقون ).
أيها المومنون خافوا الله الذي يقدر على كل شي, ولا تخافوا من لا يقدر على كل شي, بل من لا يقدر على شي الا بحول الله وقوته ومشيئته سبحانه انتم في هذه الدنيا سائرون ولابد لكل سائر من الوصول, فاحذروا أن يكون وصولكم إلى النار , واعملوا ان يكون ورودكم إلى الجنة , ولابد لكل عاقل أن يتحرى الطريق الذي يوصله الى السلامة, حيث لا ينفع الندم بعد انقضاء المدة وتمام العدة, وانتم أيها المومنون حقا, بعد ان عرفتم من الله وليس من احمد الحسن , انكم تسيرون على الصراط المستقيم, وتدينون بدين الحق الذي يريده الله سبحانه , الذي خلقكم لهذا, للحق الذي عرفتم , اعملوا وعملوا وعملوا حتى ينقطع النفس, فان في العمل نجاتكم فلا خير فيمن يعلم ولا يعمل ,بل الحق والحق أقول لكم إن أبليس لعنه الله كان يعلم ولا يعمل فهو من العلماء غير العاملين, اعملوا بما علمتم وعرفتم من الله سبحانه دون خوف اوحساب لأي شي مهما كان عظيما في اعين الناس الذين يحسبون الدنيا والمادة ولا يحسبون الله سبحانه والحق اقول لكم اطمئنوا أيها المومنون, سلام عليكم من رب رحيم,سينجيكم الله سبحانه لأنه الكريم الغيور الذي يدافع عن شعبه المؤمن المختار في كل زمان ،
والحق أقول لكم : أن الأب الغيور يدافع عن أبنائه وأهل بيته ،فكيف لايدافع الرب سبحانه عن شعبه الذي أختاره ، نعم أنتم اخترتم أن تنصروا الله وهو سبحانه قبلكم لنصرة دينه لأنه الكريم الذي يعطي الكثير بالقليل ، فاعملوا واعملوا واعملوا فأنه سباق الى الجنة ،وطوبى للفائزين ، الذين تكتب أسماؤهم في سجل الحياة الأبدية ، كنت دائما ومنذ البداية أقول : إن الهداية من الله وليست من أحمد الحسن فمن يهديه الله سبحانه تزول الجبال ولا يزول لأنه طلب الحق من الحق ، وعرف الله با لله ،وأتبع ولي الله بالله واما الآن بعد ان عرفتم الحق اقول لكم : لا تكونوا انصار احمد الحسن العبد الذي يموت ، والذي لايقدر على شيء، بل كونوا انصار الحي الذي لا يموت ، والذي يقدر على كل شيئ كونوا انصار الله لانه الكريم الذي يعطي نفسه لمن ينصره حقا الناس يقولون نحن انصار فلان وانصار فلان اما انتم فقولوا نحن انصار الله . انا العبد المسكين ارى انكم جميعاً خيراً مني وارى اني لست اهلاً حتى ان اكون خادماً لمن امن بكلمات الله وعملوا بكلمات الله وصبروا على الاذى والأضطهاد والتكذيب في ذات الله وانا اتشرف واتبرك بتراب تطؤه أقدام انصار الله حقا انا ارى نفسي وعيالي شيء قليلً اقدمه بين يدي الله سبحانه كنت ولا أزال انتظر الموت ليلاً ونهاراً لان فيه فراق اعداء الله ولقاء احباء الله محمداً واله والانبياء والاوصياء فسبحان الله لم اجد الموت فاراً إلا ممن طلبه ووجدته يطلب الفارين منه طلباً حثيثا كنت ولاازال احب الوحدة واستوحش من الناس واستأنس بالله سبحانه والله يعلم كم يثقل علي التواجد بين الناس الا ان كان للأمر بالمعروف أوالنهي عن المنكر او ارشادهم وتوجيههم الى الله وتذكيرهم به سبحانه وتبشيرهم بالجنه وأنذارهم من النار بل ويثقل علي التواجد بين الاخوة المؤمنين , بالخصوص أنهم يجعلون لي تقديراً ومقاماً خاصاً بينهم وانا لا اجد نفسي اهلاً لذلك , كما واخاف اشد الخوف من الله سبحانه ان يحاسبني او يعاتبني على ذلك التقدير الخاص منهم ,
والحق اقول لكم : اني لم اطلب لنفسي البيعة ابتداءً , بل ان ما حصل في عهد الطاغية صدام , هو ان جماعةً من طلبة الحوزة العلمية في النجف الاشرف قرروا مبايعتي على اني رسول من الامام المهدي بعد ان حصلت معهم رؤى وكشف ومعجزات , ثم هم قاموا بطلب البيعة لي من بقية طلبة الحوزة العلمية في النجف والله يعلم وهم يعلمون ذلك , وهذه كانت البيعة الاولى , ثم ارتد الناس الا القليل ممن وفى بعهد الله سبحانه , وامسى من ارتدوا يقولون , ان الرؤى والكشف من الجن , والمعجزات سحر , وكانوا يقولون الصادق الامين وامسوا يقولون ساحراً كذابا , وعدت الى داري , وسكنت ما سكن الليل والنهار مستأنساً بحبيبي سبحانه , راضياً بقضائه وقدره , صابراً موقناً ان الله لايضيع اجر المحسنين , ثم شاء الله بعد سقوط ان يقوم القليل الذين وفوا بعهد الله بدعوة الناس من جديد دون ان اكون قد ارشدتهم او دعوتهم لهذا ،بل لم اكن قد التقيت بهم اصلا ،ثم جاءوا وجددوالي البيعه واخرجوني من داري ،وهذه كانت البيعة الثانية ،وقد اتسعت الدعوة وانتشرت واصبح عدد المؤمنين كبير،ثم حصلت ردة حيدر مشتت وجماعته فلم يبقى على عهد الله الا القليل ممن وفى ،وعدت الى الدار مرة اخرى ،مستأنسا بحبيبي سبحانه صابرا على كريم بلاءه ،ولم ادع احداًُ ليبايعني ولكن شاء الله ان ياتيني اولئك الذين طهرهم الله بولاء ال محمد ،واختارهم قبل ان تخلق الدنيا لنصرة قائم ال محمد ،ويجددوا البيعة وهذه كانت البيعة الثالثة ،بعد ان ضربت على قرني مرتين ،فالحمد لله الذي جعل لي شبهاً بذي القرنين ،وجعل لي شبهاً بعلي امير المؤمنين ،والحمد لله الذي لم يجعلني اطلب الامامه بل جعل الامامة تطلبني ،الحمد لله الذي لم يهني بطلب الدنيا ،بل جعل الدنيا تطلبني ، فو الله ماطلبت ملكاً ولا حكماً ولا مقاماً ولا منصباً،ولا طاعة الناس لي وانصياعهم لامري الا بامر الله سبحانه وامر الامام المهدي عليه السلام.
ولولا قيام الحجه علي ّ بحضور الناصر لي لالقيت حبلها على غاربها ووالله ان الدنيا عندي كما ارانيها الله سبحانه وكما وصفها ابي علي ابن ابي طالب (ع) (عراق خنزير في يد مجذوم ) ،طوبى لكم ايها المؤمنون يامن تقرون حاكمية الله وملكه وتنصيبه سبحانه طوبى لكم ايها المؤمنون يامن تقرون حاكمية الله وملكه وتنصيبه سبحانه واما اولئك الذين نقضوا دين الله ونقضوا حاكمية الله سبحانه ونقضوا التنصيب الإلهي من علماء السوء وممن تابعهم واقول لهم اعملوا ما تشاؤن انكم للوارث تمهدون ،شئتم ام ابيتم , وستخسرون الدنيا والاخره وذلك هو الخسران المبين وها انتم تلمسون خسارتكم في الدنيا يوماً بعد يوم ويتأكد لكم سوء حسابكم وتقديركم حيث حسبتم كل شئ إلا الله فما أخفه في ميزانكم وتقديركم ،( وما قدروا الله حق قدره) ،ولقد بدأ الذين اتبعوا العلماء غير العاملين يدركون أنهم أدخلوهم في وادٍ مقفر ومظلم فلا كلأ ولا ماء ً ولا نور فهو الموت المؤكد في الظلام وبدأ هؤلاء العلماء غير العاملين يتنصلون من أقوالهم وأفعالهم.
الراعي الطالح يترك غنمه نهبة ً للذئاب ، ولأتباعهم أقول أتركوهم وأتبعوا الحق المر الثقيل ، فأن فيه نجاتكم ، الآ ترون أنهم دعوكم نهبة للذئاب أما من عاقل فينقذ نفسه من الموت المؤكد في الدنيا والآخرة خافوا الله خافوا من يستطيع إن يهلك الروح والجسد معا ً في جهنم ، أيها الناس لقد فتنكم هؤلاء العلماء غير العاملين وشّبهوا الباطل بالحق ،أنما سميت الشبه شبه لاشتباهها بالحق ، قال أمير المؤمنين (ع) "أنما سميت الشبهة شبهة لأنها تشبه الحق فأما أولياء الله فضياؤهم فيها اليقين ودليلهم سمت الهدى وإما أعداء الله فدعاؤهم فيها الضلال ودليلهم العمى" , لقد دعوكم الى الشورى الصغرى ، بدّلوا احكام الله كما فعل أهل السقيفة (الشورى الكبرى) فبالأمس فعلوا مع علي بن أبي طالب (ع) في المدينة واليوم يفعلونها مع الأمام المهدي (ع) في العراق عاصمة الدولة المهدوية المباركة ، عن حذيفة ابن اليمان وجابر ابن عبدا لله الأنصاري عن رسول الله (ص) انه قال " الويل الويل لأمتي في الشورى الكبرى والصغرى فسُئل عنهما فقال (ص) أما الكبرى فتنعقد في بلدتي بعد وفاتي لغصب خلافة أخي وغصب حق ابنتي وإما الشورى الصغرى فتنعقد في الغيبة الكبرى في الزوراء لتغيير سنتي وتبديل أحكامي،وعن أمير المؤمنين (ع) علي ابن ابي طالب (ع) في حديث طويل الى ان يقول (ع) " يعود دار الملك الى الزوراء وتصير الأمور شورى من غلب على شئ فعله فعند ذلك خروج السفياني فيركب في الارض تسعة أشهر يسومهم سوء العذاب الى ان يقول ثم يخرج المهدي الهادي المهتدي الذي يأخذ الراية من يد عيسى ابن مريم " انا ادعوكم ايها الناس ان تنقذوا انفسكم من فتنة هؤلاء العلماء غير العاملين الضالين المضلين تدبروا حال الأمم التي سبقتكم هل تجدون ان العلماء غير العاملين نصروا نبياً من الأنبياء أو وصياً من الأوصياء فلا تعيدوا الكرة وتتبعون هؤلاء العلماء غير العاملين، وتحاربون وصي الأمام المهدي ، كما اتبعت الأمم التي سبقتكم العلماء غير العاملين ، وحاربت الأوصياء والأنبياء المرسلين أنصفوا أنفسكم ولو مرة ، وجهوا لها هذا السؤال ، هل سألتم رسول الله(ص) والأئمة عن علماء اخر الزمان قبل أن تسألوا علماء اخر الزمان عن وصي الأمام المهدي هل سألتم القرآن عن العلماء اذا بعث نبي او وصي ماذا يكون موقفهم الذي لايتبدل ؟
هل سألتم القرآن من أوقد نار ابراهيم ومن اراد قتل عيسى ومن حارب نوحاً وهوداً وصالحاً وشعيباً وموسى ويونس وكل الأنبياء والأوصياء ،اذا لم تنصفوا انفسكم وتجيبوا على هذا السوال الأن ، فستجيبون عليه حتماً في النار بهذا الجواب ( وقالوا ربنا إنا اطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا ) ، واذا سألتم الله في حديث المعراج وجدتم الجواب فأن الرسول (ص) يسأل الله سبحانه وتعالى في المعراج في حديث طويل الى ان يقول رسول الله (ص) قلت الهي فمتى يكون ذلك أي قيام القائم ، فأوحى الي عز وجل يكون ذلك اذا رفع العلم وظهر الجهل وكثر القراء وقل العمل وكثر الفتك وقل الفقهاء الهادون وكثر فقهاء الضلالة الخونة ، قال رسول لله (ص) سيأتي زمان على أمتي لايبقى من القرآن إلا رسمه ومن الأسلام إلا أسمه ، يسمون به وهم ابعد الناس منه مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء منهم خرجت الفتنة واليهم تعود ، انا ادعوكم ايها الناس الى ترك عبادة هؤلاء الأصنام ، فقد أحلوا لكم ما حرم الله ، وحرموا ما أحل الله فأطعتموهم فعبدتموهم من دون الله .
عن أبي بصير عن الصادق (ع) قال : قلت له أتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله,فقال(ع)أ ما والله ما دعوهم الى عبادة أنفسهم ,ولو دعوهم إلى عبادة أنفسهم ما اجابوهم ولكن احلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا فعبدوهم من حيث لايشعرون . ادعوكم الى اقرار حاكمية الله , و رفض حاكمية الناس ,ادعوكم الى طاعة الله ونبذ طاعة الشيطان , و من ينظر لطاعته من العلماء (غير العاملين ) ادعوكم الى مخافة الله و إقرار حاكميته و الاعتراف بها ونبذ ما سواها بدون حساب للواقع السياسي الذي تفرضه امريكا , ادعوكم الى نبذ الباطل و ان وافق اهواءكم , ادعوكم الى اقرار الحق و اتباع الحق وان كان خاليا مما تواضع عليه اهل الدنيا , اقبلوا على مرارة الحق فأن في الدواء المر شفاء الداء العضال , اقبلوا على الحق الذي لايبقي لكم من صديق , اقبلوا على الحق و النور وانتم لاتريدون إلا الله سبحانه و الاخرة بعيدا عن زخرف الدنيا و ظلمتها . قال ابو ذر قال لي حبيبي رسول الله (ص) قل الحق يا ابا ذر , وقد قلت الحق وما ابقى لي الحق من خليل وكما تقرؤون في القرآن ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء و تعز من تشاء و تذل من تشاء بيدك الخير انك على كل شيء قدير) ,
وكما تلبون في الحج ( لبيك اللهم لبيك . لبيك لا شريك لك لبيك . ان الحمد و النعمة لك و الملك لك لا شريك لك ) . اعملوا بهذه الآية و هذه التلبية عندها ستجدون ان التنصيب بيد الله وليس بيد الناس فمالكم كيف تحكمون .
لبيك اللهم لبيك الملك لك لاشريك لك , رغم انوف الكافرين بملكك و حاكميتك في اول الزمان وفي آخر الزمان , وسيعلم الكافرون بتنصيب الله ومن اتبعهم ويتبعهم أي منقلب ينقلبون و العاقبة للمتقين الذين لايقبلون بتنصيب الله بدلا , ولا يجعلون لله في ملكه شريكا , فستكون هذه التلبية عارا على من يرددونها في الحج , وهم لا يعملون بها , و لا يعترفون بتنصيب الله و ملكه وكأنهم أنعام لا يفقهون ما يقولون بل هم أضل سبيلا , لأنهم خُلقوا ليفقهوا ما يقولون لكنهم أزروا بأنفسهم ( هذا أذان من الله و رسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر أن الله بريء من المشركين و رسوله فأن تبتم فهو خير لكم و إن توليتم فأعلموا إنكم غير معجزي الله و بشر الذين كفروا بعذاب اليم ) . و الحق أقول لكم أيها المؤمنون إن يزيد (لعنه الله ) لم يستطع قتل الحسين لان الحسين(ع) ثار من اجل تثبيت حاكمية الله التي نقضت في السقيفة و الشورى الكبرى ,و قد نجح الحسين في تثبيت حاكمية الله و إن الملك و التنصيب لله و بيد الله وليس للناس و لا بيد الناس لقد كانت ثمرة دماء الحسين وأهل بيته وأصحابه أمةٌ مؤمنة وقفت بوجه الطواغيت الذين تسلطوا على هذه الأمة ولم ترضى هذه الأمة المؤمنة بتنصيب الله بدلا ,طوال اكثرمن إلف عام ولكن جاء علماء أخر الزمان غير العاملين ليهدموا ما بناه الحسين بدمهِ الطاهر المقدس, جاءوا لتثبيت حاكمية الناس,ونقض حاكمية الله ولحسابات دنيويه رخيصة, باعوا دين الله ظنا منهم إن عقولهم الناقصة قادرة على تشخيص مصلحة الأمة الدنيويه, مع أنهم لم ينظروا الى مصلحة الأمة إلاخروية مطلقا0 والحق أقول لكم أيها المؤمنون أنهم لن يستطيعوا قتل الحسين(ع)لان الحسين (ع) وثورته الالهيه التي قامت على التنصيب الإلهي با قية بكم أيها المؤمنون أما هم فعندما يدعون أنهم يبكون على الحسين أو يزورون الحسين (ع) فان الحسين يلعنهم لأنهم قتلته في هذا الزمان , لقد حاولوا هدم الثورة الحسينيه وتضييع هدفها, ولكنهم فشلوا وعاد الشيطان مخزيا بعد أن تلاقفت أيديكم الطاهره شعلة الثورة الحسينية , وبعد إن قرّرتم الحفاظ على هدفها المبارك حاكمية الله في أرضه بدمائكم الطاهره0
احمد الحسن عبد ضعيف لايملك الا يقينه ( أن لاقوة الابالله ) ويقينه انه لو واجه الجبال لهدها, وانا أعلم أنهم يمكلون اموالاً طائله تُغدق على من يعبدهم من دون الله,وآلة اعلاميه ضخمة ودولة وسلطه تطبل وتزمرلهم,وامريكا التي يرضونها وترضيهم وانا اعلم أنهم يملكون الكثيرفي هذا العالم الجسماني ولكني سأواجههم بهذا اليقين وسأواجههم بهذه الكلمة ( لا قوة الابا لله ), سأواجههم كما واجه الحسين إسلافهم وسيرى العالم كله كربلاء جديده على هذه الارض كربلاء فيها الحسين وأصحابه قلة يدعون إلى الحق والى حاكمية الله,ويرفضون حاكمية الناس وديمقراطية أمريكا وسقيفة العلماء غير العاملين,كربلاء فيها شريح القاضي وشمر بن ذي الجو شن وشبث بن ربعي العلماء غير العاملين الذين يفتون بقتل الحسين0 كربلاء فيها يزيد وابن زياد وسرجون والروم أمريكا من وراءه وسيرى العالم ملحمة رسالة جديدة لعيسى بن مريم على الأرض المقدسة. وستكون أرضٌ مقدسة فيها عيسى وحواريه قلة مستضعفة يخافون أن يتخطفهم الناس ستكون أرضٌ مقدسة فيها علماء اليهود الذين يطالبون بقتل عيسى والرومان الأمريكان الذين يلبون مطالبهم ويحاولون قتل عيسى.
قال عيسى ( ع ) : ( يا علماء السوء ليس أمر الله على ما تتمنون وتتخيرون , بل للموت تبنون الدار , وللخراب تبنون وتعمرون, وللوارث تمهدون ) , لقد كانت وستكون كل الملاحم على هذه الأرض هكذا شاء الله فلتكن مشيئة الرب الذي ينتصر لأوليائه لأنبيائه, لرسله ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين أنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون ) , سينتصر رب محمد من الظالمين في هذه الأرض , سينتصر من ذراري قتلة الحسين لأنهم رضوا بفعل آبائهم .
من شاء منكم أن يؤمن فليؤمن , الطاهر فليتطهر بعد والمقدس فليتقدس بعد ومن شاء منكم أن يكفر فليكفر وليظلم بعد وليتنجس بعد . تابعوا علماءكم غير العاملين , أجمعوا الحطب وأججوا ناراً لإبراهيم وأسخروا من نوح وهيئوا السيف المسموم لهامة علي وهيئوا خيلكم لترض صدر الحسين , لكني لن أساوم , لن أداهن لن أكف عن مواجهة عثمان وفضحه على رؤوس الأشهاد , نعم مواجهتي هذه أصعب بكثير من مواجهة جدي رسول الله ( ص ) لأصنام قريش لأنها أصنام من حجارة , أما الأصنام التي أواجهها اليوم فهي أصنام تلبس زي رسول الله محمد ( ص ) وتتشبه بحملة القرآن , وتدعي النيابة عن الأمام .
أصنام تحمل إرث أعداء الأنبياء والمرسلين وتعرف كيف تحمل المصاحف على الرماح لينكسر جيش علي , ولكنها لا تفقه ( أن لا قوة إلا بالله ) , والحمد لله لست وحيداً بل معي ثلة مؤمنة لي الشرف وكل الشرف أن أخدمهم , حملوا الحق في صدورهم وساروا إلى الله إلى النور ولن يرضوا إلا بنور لا ظلمة معه ( وأتل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه يا قومي إن كان كبر عليكم مقامي وتذكيري بآيات الله فعلى الله توكلت فأجمعوا أمركم وشركائكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم أقضوا إلي ولا تنظرون ) فلتكن مشيئة الرب هكذا وكما كانت دائماً أن ينتصر الطغاة ويقتل الرسل والمؤمنون فما خلقنا للدنيا بل للآخرة .
اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى أو لتتبدل مشيئة الرب هذه المرة ليرى العالم كله قلة مستضعفة لا يملكون إلا يقينهم ( أن لا قوة إلا بالله ) تنتصر وتهزم شر طغاة عرفتهم هذه الأرض , سيقول هؤلاء العلماء غير العاملين بل قال بعضهم أقتلوا أحمد الحسن فهو يتكلم على العلماء , نعم يتكلم على العلماء , لأنه يريد أن يعيد سنة رسول الله غضةً طرية وأي علماء هم فهم يحاربون من يدعو الى شيء من الحق , فكيف وأنا أدعوهم اليوم الى الحق كله , سيرة الأنبياء والمرسلين وسيرة الأئمة والأوصياء سيرة محمد وعلي وسيرة الحسين وسيرة الأمام المهدي ( ع ) , سيرة عيسى ( ع ) الذي يقول ( خادمي يداي ودابتي رجلاي وفراشي الأرض ووسادي الحجر ودفئي في الشتاء مشارق الأرض وسراجي بالليل القمر وإدامي الجوع وشعاري الخوف ولباسي الصوف وفاكهتي وريحانتي ما أنبتت الأرض للوحوش والأنعام , أبيت وليس لي شيء وأصبح وليس لي شيء وليس على وجه الأرض أحدٌ أغنى مني ) . ولم أأت لأدعوا الى الحق كله الى الحق المطلق بدون تمهيد وتهيئة من الله سبحانه . لقد عرفكم الله حقيقة هؤلاء العلماء غير العاملين لمّا بعث الله علماء دعوهم الى شيء من الحق فواجههم العلماء غير العاملين بالقتل والتشريد , قتلوا شخصياتهم ومهد للطغاة قتل أبدانهم وتشريدهم , وبين أيديكم السيد الخميني والسيد محمد باقر الصدر والسيد محمد محمد صادق الصدر , عميت عينٌ لا ترى الحقيقة أو أنها تتغاضى عنها .ما هذه المصيدة التي أوقعوكم بها أيها الناس هل يعقل أنكم تُقادون في كل مرة لقتل نبي أو وصي أو عالم عامل وتسيرون مع علماء الضلالة غير العاملين حتى إذا تمت تصفيته لطمتم الصدور وأسبلتم دمع العيون وأبديتم الندم على فعلتكم القبيحة الشنيعة ثم تعيدون الكرة مرة بعد أخرى وتتبعون علماء الضلالة غير العاملين وتلدغكم نفس الأفعى , من نفس الجحر في المرات كلها . أفيقوا يا نيام أفيقوا يا موتى . أتعرفون حالي وحال هؤلاء العلماء غير العاملين على لسان عيسى ( ع ) إذاً أسمعوا هذا المثل من عيسى ( ع ) : ( كان صاحب مزرعة عنب تركها في أيدي العمال وسافر بعيداً ثم بدا له فأرسل وكلاءه ليقبضوا المزرعة والثمر فقام العمال بقتل وكلائه ثم أرسل أبنه وقال يهابون أبني ويسلمونه المزرعة والثمر ولكنهم لما رأوا الأبن قالوا هذا أبنه الوحيد وهو الوارث نقتله لتبقى المزرعة والثمر لنا ) والذين أستولوا على المزرعة هم العلماء غير العاملين وصاحب المزرعة هو الأمام المهدي ( ع ) ووكلاؤه الذين أرسلهم هم العلماء العاملون الذين قُتلوا وشُردوا , أما أبنه فهو الذي يصرخ بكم , أفيقوا يا نيام أفيقوا يا موتى أفيقوا ...( وما يستوي الأحياء ولا الأموات إن الله يُسمع من يشاء وما أنت بمسمع من في القبور ) , أفيقوا يا نيام أفيقوا يا موتى فهؤلاء العلماء غير العاملين لأجل دنياهم لأجل دنيا هارون يريدون قتل أو سجن موسى أبن جعفر , أفيقوا يا نيام أفيقوا يا موتى ولا تتبعوهم وتسيروا معهم الى هاوية الجحيم . أرجعوا الى الله فهو سبحانه في كل ما فعل ويفعل في العراق والعالم يريد من أهل الأرض الأنتباه لعلهم يهتدون الى الحق , قال تعالى ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون ) وقال تعالى ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ) وقال تعالى ( وما نريهم من آية إلا هي أكبر من أختها وأخذناهم بالعذاب لعلهم يرجعون ) وقال تعالى ( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى وصرفّنا الآيات لعلهم يرجعون ) , إرجعوا الى الله , إرجعوا الى الحق , إرجعوا الى كتاب الله وصاحبه فأن في رجوعكم الى الحق خير الدنيا والآخرة , والخلاص لكم من العذاب في الدنيا والآخرة , ولا خيار آخر للخلاص , فهذا هو يوم الله الذي ينتصر فيه لأوليائه (وجعلها كلمةً باقيةً في عقبه لعلهم يرجعون ) .
قال أمير المؤمنين ( ع ) : ( وأنه سيأتي عليكم من بعدي زمان ليس فيه شيء أخفى من الحق ولا أظهر من الباطل ولا أكثر من الكذب على الله ورسوله وليس عند أهل ذلك الزمان سلعة أبور من الكتاب إذا تُلي حق تلاوته ولا أنفق منه إذا حُرّف عن مواضعه ولا في البلاد شيء أنكر من المعروف ولا أعرف من المنكر , فقد نبذ الكتاب حملته وتناساه حفظته فالكتاب يومئذ وأهله طريدان منفيان وصاحبان مصطحبان في طريق واحد لا يأويهما مؤٍ , فالكتاب وأهله في ذلك الزمان في الناس وليس فيهم ومعهم لأن الضلالة لا توافق الهدى وإن أجتمعا , فأجتمع القوم على الفرقة وأفترقوا عن الجماعة , كأنهم أئمة الكتاب وليس الكتاب أمامهم فلم يبقى عندهم منه إلا أسمه ولا يعرفون إلا خطه وزبره ومن قبل ما مثلوا بالصالحين كل مثلة وسموا صدقهم على الله فرية وجعلوا في الحسنة عقوبة السيئة ).
أيها المؤمنون هذه أيام الحج فهنيئٌ لكم حجكم سواء منكم من ذهب الى الكعبة أم هو في بيته مصدود , فأنتم الحجيج وإن كنتم في بيوتكم لأن بيت الله في قلوبكم , وإنما جعل الله الحج على الناس ليعرضوا على قائم آل محمد ولايتهم ونصرتهم ,فعلى من سيعرض المعرضون عن قائم آل محمد ولايتهم ونصرتهم , الحق أقول لكم أنهم أموات غيرُ أحياء وما يشعرون أيان يبعثون , وأهل الجاهلية كانوا يحجون ( وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصدية فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ) وهؤلاء اليوم كأولئك بالأمس فأن للذين ظلموا ذَنوباً مثل ذَنوب أصحابهم فلا يستعجلون , لقد أنذر الله المعرضين بالعذاب , وقد أُعذر من أنذر ( ولئن أخرنا عنهم العذاب الى أمة معدودة ليقولن ما يحبسه ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون ).
والحمد لله وحده وحده وحده , اللهم لك الحمد والمنة اللهم إني لم أكن أدري ما الكتاب ولا الأيمان فعرفتني , اللهم إني كنت ضالاً فهديتني , اللهم إني كنت ضائعاً فأرشدتني , اللهم إني كنت مريضاً فشفيتني , اللهم إني كنت عُرياناً فكسوتني , اللهم إني كنت جائعاً فأطعمتني , اللهم إني كنت عُطشاناً فرويتني , اللهم إني كنت عائلاً فأغنيتني , اللهم إني كنت يتيماً فآويتني , فلا طاقة لي على شكرك , لأني لم أصب خيراً قط إلا منك , ولم يدفع عني أحدٌ سوءاً قط إلا أنت, فلك الحمد كما ينبغي لكرم وجهك , وعز جلالك , اللهم صلي على محمد وآل محمد وأفتح مسامع قلبي لذكرك , حتى أعي وحيك , وأتبع أمرك , وأجتنب نهيك , اللهم صلي على محمد وآل محمد ولا تصرف عني وجهك , ولا تمنعني فضلك ولا تحرمني عفوك وأجعلني أوالي أوليائك وأعادي أعدائك , أرزقني الرهبة منك و الرغبة إليك والتسليم لأمرك والتصديق بكتابك وأتباع سنة نبيك (ص) , اللهم أجعل مسيري عبرا , وصمتي تفكرا , وكلامي ذكراً , وأغفر لي الذنب العظيم وألحقني بآبائي الصالحين ولك الحمد أولاً وآخراً وظاهراً وباطناً , اللهم وأبلغ سلامي الى رسولك المؤيد المنصور المسدد الحاشر الناشر محمد ( ص ) وأعتذر وأستغفر واتوب إليك وأليه من تقصيري في تبليغ الرسالة عن وليك وولده المظلوم محمد بن الحسن صلواتك عليه وعلى آبائه الطاهرين , والسلام على المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها ورحمة الله وبركاته .
1 تعليقات على موضوع ""انتم الحجيج وان كنتم في بيوتكم" من درر الامام أحمد الحسن ع من خطاب الحج "
السلام على مهدي الامم وجامع الناس على الحق
نسأل الله الثبات على نصرته
الإبتساماتإخفاء