حول محرم الحرام

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

سؤال/ 123: لماذا أخرج الحسين (ع) طفله عبد الله الرضيع (ع) إلى جيش يزيد (لعنه الله) ليطلب له الماء؟ وهل كان يعلم (ع) أنهم سوف يقتلونه؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
الحسين (ع) أخرج رضيعه ليطلب له الماء، وكان يعلم أنه يقتل.
واعلم أنّ للباطل جولة وللحق دولة ([30])، ولكي تتم جولة الباطل فلابد لجند الشيطان (لعنه الله) أن يخوضوا في كل هاوية مظلمة، ولابد لهم أن يستفرغوا ما في جعبتهم وهم يخوضون المعركة مع جند الله.
واعلم أنّ مصاب الحسين (ع) قد خفّف عنكم الكثير الكثير مما لا طاقة لكم على حمله من ظلم الظالمين، لتنالوا رضا الله سبحانه، ويدخلكم جنات تجري من تحتها الأنهار.
لقد فدى الحسين (ع) دماءكم بدمه الشريف المقدس، وفدى نساءكم وأعراضكم بخير نساء العالمين من الأولين والآخرين بعد أمها فاطمة (ع)، وهي زينب (ع)، وفدى أبناءكم بالرضيع.
والإمام المهدي (ع) وأنا العبد الفقير المسكين أكثر خلق الله رقابنا مثقلة بفضل الحسين (ع)، ودين الحسين (ع) قد أثقل ظهري ، ولا طاقة لي بوفائه إلا أن يوفيه الله عني.
واعلم أنّ الإمام المهدي (ع) عندما يقول للحسين (ع) : (لأبكينك بدل الدموع دماً) ([31])، يقولها على الحقيقة لا المبالغة، وهذا لأنّ الحسين (ع) فدى قضية الإمام المهدي (ع) بدمه الشريف وبنفسه المقدسة، فجعل نفسه فداء لقضية الإمام المهدي (ع)، فهو ذبيح الله، أي كما أنك عندما تبني بيتاً تفدي له كبشاً، كذلك الله سبحانه وتعالى لما بنى عرشه وسماواته وأرضه جعل فداءها الحسين (ع).
وقضية الإمام المهدي (ع) هي قضية الله وخاتمة الإنذار الإلهي، وهي قضية عرش الله سبحانه وملكه وحاكميته في أرضه، قال تعالى: ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ ([32]) أي بالحسين (ع)، والمفدى هو الإمام المهدي (ع)، فسلام على ذبيح السلام والحق والعدل.
واعلم أنّ علياً الأكبر (ع) ذبيح الإسلام، كما أنّ الحسين (ع) ذبيح الله، والحمد لله وحده.

0 تعليق على موضوع "حول محرم الحرام"


الإبتساماتإخفاء