سؤال/ 2: لماذا رأى إبراهيم (ع) كوكباً وقمراً وشمساً فقط؟
الجواب: الشمـس رسول الله (ص) ، والقمـر الإمام علي (ع) ([31])، والكوكب الإمـام المهدي (ع) ([32]).
والشمس والقمر والكوكب في الملكوت كانت تجلي الله في الخلق، ولهذا اشتبه بها إبراهيم (ع) ولكن كلٌ بحسبه. واختص محمد وعلي والقائم (ع) بأنهم تمام تجلي الله في الخلق في هذه الحياة الدنيا؛ لأنهم مُرسِلين وليس فقط مُرسَلين.
ولأن محمداً (ص) هو صاحب الفتح المبين، وهو الذي فتح له مثل سم الإبرة، وكشف له شيء من حجاب اللاهوت، فرأى من آيات ربه الكبرى ([33]). وهو مدينة العلم ([34])، وهي صورة لمدينة الكمالات الإلهية أو الذات الإلهية.
أما علي فلأنه باب مدينة العلم، وهو جزء منها، وكل ما يفاض منها يفاض من خلاله. فمحمد (ص) تجلي الله سبحانه وتعالى، واسم الله سبحانه في الخلق، وعلي ممسوس بذات الله ([35])، فعندما لا يبقى محمد، ولا يبقى إلا الله الواحد القهار في آنات، يكون علي عليه صلوات ربي هو تجلي الله سبحانه في الخلق، وفاطمة عليها صلوات ربي معه، وهي مخصوصة بأنها باطن القمر وظاهر الشمس. ولهذا قال علي (ع): (لو كشف لي الغطاء لما ازددت يقيناً) ([36])؛ لأنه وإن لم يكشف له الغطاء، ولكنه بمقام من كشف له الغطاء.
أما القائم (ع) فهو تجلي اسم الله سبحانه وهو حي وقبل شهادته؛ لطول حياته وطول عبادته مع كمال صفاته وإخلاصه، فهو يصل صلاته بقنوته وقنوته بصلاته، وكأنه لا يفتر عن عبادة الله سبحانه. ولأنه الجالس على العرش يوم الدين أي يوم القيامة الصغرى، وفي القرآن اليوم المعلوم. ولأنه الحاكم باسم الله بين الأمم في ذلك اليوم، فلابد أن يكون مرآة تعكس الذات الإلهية في الخلق ليكون الحاكم هو الله في الخلق، فيكون كلام الإمام (ع) هو كلام الله، وحكمه هو حكم الله، وملك الإمام (ع) هو ملك الله سبحانه وتعالى، فيصدق في ذلك اليوم قوله تعالى في سورة الفاتحة: ﴿ملك يوم الدين﴾، ويكون الإمام (ع) في ذلك اليوم عين الله، ولسان الله الناطق، ويد الله ([37]).
******
احمد الحسن
كتاب المتشابهات الجزء الاول
0 تعليق على موضوع "سؤال/ 2: لماذا رأى إبراهيم (ع) كوكباً وقمراً وشمساً فقط؟"
الإبتساماتإخفاء