بقلم الاستاذ زكي الصبيحاوي
-الحلقه الرابعة-
عين الدين هي عين ألهية لا تزدري العلم، ولا تطعن فيما ثبت منه بالدليل العلمي، واما افتراضات العلماء فهي تبقى افترضات وتخيلات،ولا يعني كون قائلها عالما ً فهي مقولة علمية، ولذا علينا ان نفرق بين مقولة العلم التي هي مقولة مثبتة والدليل قائم على إثباتها، وبين مقولة العالم التي هي محض افتراض لم يقم الدليل العلمي على إثباتها، ومثال ذلك، ما قيل في نظرية التطور وآلية تطور المخلوقات فتلك مقولات علمية مثبتة، ولكن ما قيل عن أصل النشأة وآلياتها فهي محض افتراضات اقرب ما تكون الى الأساطير منها الى العلم، فالكلام في أصل النشأة هو مقولات علماء لم يقم الدليل على صحتها أو حتى قربها من الصواب، وما قيل عن التطور وآلياته فهي مقولات علمية مثبتة لا سبيل الى ردها والطعن فيها، وحتى النصوص الدينية ـ على وفق الفهم الالهي الصحيح ـ قد اشارت الى ما اثبته العلم، ولم تتقاطع معه كما يحاول الملحدون الترويج لذلك!!
ولعل من يتبين له الامر يرى ان الملحدين ـ وإن تلبسوا بلباس العلم ـ فهم لا يختلفون عن رجال الدين في عدم الانصاف، فهم في ميدانهم يفرّقون بين مقولات العلم المثبتة ومقالاتهم الافتراضية، ولكن عندما ينتقدون الدين ينتقدونه على أساس ان كلام رجال المؤسسات الدينية هو قول الدين، وهم يعلمون تمام العلم ان مقولات الدين هي غير مقولات رجال الدين، تماماً كما هو الحال مع العلم ورجاله، ولذا فالمواقف الفلسفية تبنى ابتداء، ولا تُستخلص من المواقف في غالب الأحيان، فالإلحاد بوصفه موقفاً فكرياً هو ابتداء طعن بعبادة (هو)، لينتصر لعبادة (أنا)، ومن ثم راح يبحث عن مبررات تقنعه ويُقنع بها غيره لتبرير موقفه من عبادة الله الواحد الأحد!!
والحمد لله وحده وحده وحده.
0 تعليق على موضوع "الإلحاد موقف فلسفي وليس موقف علمي"
الإبتساماتإخفاء