بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين اللهم صلي على محمد و ال محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
[ سلسلة الرايات السود و أمير جيش الغضب ـ الحلقة الأولى ]
• تقديم :
إنّ الروايات التي تبين أحداث الظهور المبارك، تذكر قوماً من المشرق وتصرح الروايات بأنّ أصحاب هذه الرايات المشرقية السوداء يؤدون الطاعة إلى المهدي عليه السلام، كما وتأمر الروايات الناس بالمسارعة إليهم ولو حبواً على الثلج، وتصرح أنّ في هذه الرايات خليفة الله المهدي (ع). قد قد عندنا العديد من الروايات أنّ هذه الرايات تكون ممهدة للإمام المهدي (ع) فكيف يكون المهدي فيها؟
اذن نريد بحول الله و قوته بهذه السلسلة المباركة بروايات اهل البيت عليهم السلام أن نقف قليلا في بيان هذه الرايات و صفاتها و و ما يشتمل من المواضيع حولها و اهم تلك المواضيع من قائد هذه الرايات التمهيدية و من اين مبدئها و الى اين المنتهى. سائلين المولى العلي القديم التوفيق و السداد و أن يجعل فيها خيرا كثيرا للمؤمنين بحوله و قوته و فضله و منه علينا و أن يتقبله الله بقبول حسن انه على كل شيء قدير و يجزي بالقليل الكثير انه سميع مجيب.
• المدخل :
استفاضت امهات الكتب الشيعية حول ذكر الرايات السود المشرقية و نحن هنا بصدد تبيان ما اختلف فيه العلماء في شخصية القائد الفعلي لهذة الرايات ؟؟ وهل هو شخص واحد ؟ أم عدة شخصيات ؟؟ فلو تتبعنا شخصيات عصر الظهور لوجدنا ان الروايات تصف صاحب الرايات السود و تذكر بعدة كنى و القاب منها (( خليفة المهدي و خليفة الله المهدي و رجل منا اهل البيت )) كما هناك شخصية أخرى هي شعيب بن صالح التميمي فما هو دوره ؟؟؟ اذن لنتطرق الى الروايات مع سرد توضيح بسيط لكل رواية :
أولاً : جاء في مستدرك الوسائل – الميرزا النوري – ج11 – ص36: عن أبي بكر الحضرمي قال: دخلت أنا وأبان على أبي عبد الله عليه السلام، وذاك حين ظهرت الرايات السود بخراسان، فقلنا: ما ترى؟ فقال: اجلسوا في بيوتكم، فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل، فانهدوا إلينا بالسلاح.
التوضيح: في هذه الرواية ذكر الإمام الصادق عليه السلام صاحب هذه الرايات بـ رجل منا اهل البيت ويفهم من كلامه:
1- ان صاحب الرايات السود هو رجل من آل بيت محمد صلى الله عليه وأله.
2- انه مؤيد بـ ملكوت السماوات و هذا واضح في قوله عليه السلام اذا رأيتمونا اجتمعنا على رجل، اذن فكلمه ـ اجتمعنا ـ تدل على الجمع اي اجتماع جميع اهل البيت عليهم السلام على هذا الرجل الذي هو منهم، و لا يمكن ذلك في هذه الحياة الدنياً لانهم عليهم السلام متوفون و انما اجتماع ارواحهم و لا يوجد طريق طبيعي غير الملكوت. لهذا يكون من الواضح أن اجتماعهم على هذا الرجل عن طريق الرؤيات الصادقة بهم عليهم السلام و الكشف و الآيات الغيبية الملكوتية و هذه كرامات لا تحصل الا مع اولياء الله و الصالحين.
3- هناك أمر بوجوب نصرة صاحب هذه الراية و اعداد العدة اللازمة للنصرته بقوله عليه السلام فأنهدوا الينا بالسلاح. و المراد هنا ـ فانهدوا الينا ـ ان هذا الرجل يدعوا لهم و يمثلهم و على يديه يتحقق ما لم يتهيأ لهم عليهم السلام. من تثبيت حاكمية الله سبحانه في ارضه و تطهير الأرض من الكافرين و المنافقين في زمانهم. اي ان هذا الرجل هو محط أمل الأنبياء و الأوصياء لذلك كان المراد من قولهم عليهم السلام ـ فانهدوا الينا ـ لا يحتمل غير ذلك بقرينه قول الإمام عليه السلام في بداية الحديث ـ فإذا رأيتمونا قد اجتمعنا على رجل ـ فالمذكور رجل واحد. و قولهم ـ فأنهدوا الينا بالسلاح ـ فانهدوا الى نصرته و تلبية امره فان نصرته هي نصرتنا أهل البيت.
ثانياً: الملاحم والفتن – السيد ابن طاووس – ص119: حدثنا نعيم، حدثنا أبو نصر الخفاف عن خالد عن أبي قلابة عن ثوبان، قال: إذا رأيتم الرايات السود خرجت من قبل خراسان، فأتوها ولو حبوا على الثلج، فإن فيها خليفة الله المهدي.
التوضيح: في هذه الرواية عن رسول الله صلى الله عليه و اله ذكر صاحب الرايت السود بأنه ـ خليفة الله المهدي ـ و نفهم من ذلك عدة امور:
1- وجوب نصرة هذه الراية و الألتحاق بها و ذلك من خلال قوله صلى الله عليه و اله فأتوها و لو حبواً على الثلج. و ايضا يفهم من هذا النص ان صاحب هذه الراية هو شخص معصوم و صاحب ولاية الهية لأنه لو كان شخص عادي لما أمرنا الرسول صلى الله عليه و اله الالتحاق بها و أكد على ذلك بذكر عبارة ولو حبوا على الثلج أي لم يدع هناك عذر لمعتذر.
2- وردت في هذه الرواية عبارة فإن فيها خليفة الله المهدي. و هذا تأكيد على ما ذكرناه في الرواية الأولى من ان صاحب الرايات السود هو خليفة الله و معصوم كما انه المهدي. فأنتبه الى انه الإمام المهدي محمد ابن الحسن عليه السلام يقوم من مكة كما دلت على ذلك الروايات. اذن فمن هو المهدي في هذه الروايه و الذي يكون خروجه و قيامة من قبل المشرق سنبين ذلك اثناء البحث.
يتبع أن شاء الله
0 تعليق على موضوع "سلسلة الرايات السود و أمير جيش الغضب ـ الحلقة الأولى"
الإبتساماتإخفاء