بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين اللهم صلي على محمد و ال محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
[ ماذا تعرف عن رزية يوم الخميس – الحلقة الاولى ]
حادثة من أكثر حوادث التأريخ الإسلامي إيلاماً، وأدعاها للتأمل في السبب الحقيقي الذي يقف وراء مثل هذه الطريقة المؤسفة التي ودعت بها الأمة رسول الله (ص). لنتأمل هذه الحادثة التي أبكت ابن عباس حتى خضب دمعه الحصباء.
أخرج البخاري بسنده إلى عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود عن ابن عباس، قال : ( لما حضر رسول الله (ص)، وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال النبي (ص): هلم أكتب لكم كتابا لا تضلوا بعده، فقال عمر: إن النبي قد غلب عليه الوجع، وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف أهل البيت فاختصموا، منهم من يقول: قربوا يكتب لكم النبي كتابا لا تضلوا بعده ومنهم من يقول ما قال عمر، فلما أكثروا اللغو والاختلاف عند النبي، قال لهم رسول الله (ص): قوموا عني، فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله (ص)، وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ولغطهم ) [ باب قول المريض قوموا عني من كتاب المرضى من صحيحه في عدة مواضع].
وأخرجه مسلم في آخر الوصايا من صحيحه أيضا، ورواه أحمد من حديث ابن عباس في مسنده، وسائر أصحاب السنن والأخبار، وقد تصرفوا فيه إذ نقلوه بالمعنى، لأن لفظه الثابت إن النبي يهجر، لكنهم ذكروا أنه قال: إن النبي قد غلب عليه الوجع تهذيبا للعبارة، وتقليلا لما يستهجن منها، ويدل على ذلك ما أخرجه أبو بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري في كتاب السقيفة – كما في الصفحة20 من المجلد الثاني من شرح النهج للعلامة المعتزلي – بالإسناد إلى ابن عباس، قال: ” لما حضرت رسول الله الوفاة وفي البيت رجال فيهم عمر بن الخطاب، قال رسول الله: إئتوني بدواة وصحيفة أكتب لكم كتابا لا تضلون بعده، (قال): فقال عمر كلمة معناها أن الوجع قد غلب على رسول الله (ص)، ثم قال: عندنا القرآن حسبنا كتاب الله، فاختلف من في البيت واختصموا، فمن قائل: قربوا يكتب لكم النبي، ومن قائل ما قال عمر، فلما أكثروا اللغط واللغو والاختلاف غضب (ص)، فقال: قوموا . . . الحديث ”
وتراه صريحا بأنهم إنما نقلوا معارضة عمر بالمعنى لا بعين لفظه. ويدلك على هذا أيضا أن المحدثين حيث لم يصرحوا باسم المعارض يومئذ، نقلوا المعارضة بعين لفظها، قال البخاري في باب جوائز الوفد من كتاب الجهاد والسير من صحيحه: حدثنا قبيصة حدثنا ابن عيينة عن سلمان الأحول عن سعيد بن جبير عن ابن عباس، أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء، فقال: اشتد برسول الله وجعه يوم الخميس، فقال: إئتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فتنازعوا، ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا: هجر رسول الله، قال (ص): دعوني فالذي أنا فيه خير مما تدعوني إليه، وأوصى عند موته بثلاث: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وأجيزوا الوفد بنحو ما كنت أجيزهم، (قال) ونسيت الثالثة).
هذا الحديث أخرجه مسلم أيضا في آخر كتاب الوصية من صحيحه، وأحمد من حديث ابن عباس في مسنده، ورواه سائر المحدثين، وأخرج مسلم في كتاب الوصية من الصحيح عن سعيد بن جبير من طريق آخر عن ابن عباس، قال : (يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم جعل تسيل دموعه حتى رؤيت على خديه كأنها نظام اللؤلؤ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: إئتوني بالكتف والدواة، أو اللوح والدواة، أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبدا، فقالوا: إن رسول الله يهجر)[ وأخرج هذا الحديث بهذه الألفاظ ، أحمد في ص 355 من الجزء الأول من مسنده ، وغير واحد من أثبات السنن].
يتبع أن شاء الله
0 تعليق على موضوع " ماذا تعرف عن رزية يوم الخميس – الحلقة الاولى"
الإبتساماتإخفاء