معنى الاية ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً﴾.

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً.
قال تعالى: ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً﴾.
النعل في رجل أي إنسان يقيها، ولكنه أيضاً يُبطّئ من سرعة سيره. ولم يُرِد سبحانه وتعالى فقط النعلين الماديين اللتين تبطّئان من سرعة سيره (ع) للوصول إلى الشجرة التي كُلم منها، بل أيضاً كان سبحانه يريد من موسى (ع) أن ينزع من نفسه كل ما يعيقها في سيرها إلى الله سبحانه، فكان سبحانه يريد من موسى (ع) أن ينزع حبّه لما سوى الله، وأن ينزع خوفه مما سوى الله. فلا يقي نفسه بالخوف والحذر، بل بالله سبحانه وتعالى، ويكون حبّه لأي إنسان بالله ومن خلال حبّه لله سبحانه وتعالى .
والخوف من الطواغيت - كفرعون - من صفات العلماء غير العاملين، فقلوبهم مليئة بالخوف من الطاغوت، أو كما يسميهم الله سبحانه في القرآن الكريم بالحمير، قال تعالى: ﴿مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ …﴾ .
وقال تعالى: ﴿إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾.
وقال تعالى: ﴿كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ﴾.
ورد عن الصادق (ع) في تفسير هذا الخطاب الإلهي لموسى (ع): ﴿فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ﴾: (لأنّها كانت من جلد حمار ميّت) ، فلم يرد الصادق (ع) إلاّ بيان هذه الصفة، وهي الخوف من الطاغوت على النفس وهي من صفات العلماء غير العاملين أو الحمير، ولم يكن الصادق(ع) يريد أنّ في قلب موسى خوف من الطاغوت بعد دخوله ساحة القدس الإلهي.
فالله سبحانه وتعالى يقول لموسى (ع): أنت وصلت إلى ساحة القدس الإلهية، ﴿لا تَخَافُ دَرَكاً ولا تَخْشَى﴾؛ لأنّ الذي يدافع عنك هو الله، فأنت الآن في ساحة قدسه، الوادي المقدس طوى، ولم يكن في قلب موسى (ع) بعد أن وصل إلى ساحة القدس الإلهي أي خوف من الطواغيت، ولكنْ في هذا الخطاب الإلهي تعليم من الله سبحانه وتعالى لكل إنسان يريد الوصول إلى الساحة المقدّسة (الوادي المقدّس طوى)، أنّ عليه أولاً وليكون أهلاً أن يلج هذه الساحة المقدّسة، أن ينزع من قلبه الخوف من الطواغيت كفرعون، ويوقن أن الذي يدافع عنه هو الله سبحانه وتعالى القادر على كل شيء، في مقابل من لا يقدرون على شيء.
فالمطلوب من موسى (ع) الآن وهو يلج ساحة القدس، أن ينزع من قلبه الخوف مما سوى الله ولو كان مثقال ذرة، ثم أن يملأ قلبه خوفاً من الله سبحانه وتعالى.
أمّا قول موسى (ع): ﴿وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنْبٌ فَأَخَافُ أَنْ يَقْتُلُونِ﴾، فقد أراد موسى (ع) الخوف على الرسالة الإلهية وليس على نفسه، فهو يخاف أن يقتلوه قبل أن يتم تبليغ الرسالة الإلهية المكلف بها، فلما أجابه الله تعالى بقوله: ﴿كَلَّا فَاذْهَبَا بِآياتِنَا إِنَّا مَعَكُمْ مُسْتَمِعُونَ﴾، ذهب موسى مسرعاً إلى الطاغية، وأبلغه بالرسالة وبلّغ بني إسرائيل وأتم تبليغ الرسالة بفضل الله القادر على كل شيء.

#السيد_احمد_الحسن
الجواب المنير عبر الاثير / الجزء السادس سؤال 60

0 تعليق على موضوع "معنى الاية ﴿إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوىً﴾."


الإبتساماتإخفاء