بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين اللهم صلي على محمد و ال محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
[ سلسلة الرايات السود و أمير جيش الغضب ـ الحلقة الرابعة ]
لقد تبين لنا في الحلقات السابقة من خلال الاحاديث الشريفة أن قائد الرايات السود هو رجل من ال محمد (ع) وواجب الطاعة و النصرة و مكان الرايات السود يكون من الناحية الجغرافيائية في الكوفة و هناك او ترسل بالبيعة للمهدي (ع). و كذلك تبين لنا لماذا يظهر في شبهة و كيف يستبين امرة و كذلك تبين لنا اسم القائد و صفته و كنيته. نستكمل معا في هذه الحلقة تكملة ما تقدم من البحث لنتعرف على قائد الرايات السود و نرى ما هي اهمية معرفة هذه الرايات و من هو القائد الحقيقي لها ان شاء الله:
قبل البدء اود الاشارة الى تبيان مهم على ما تقدم في الحلقة الثالثة : و هو عن ـ راية رسول الله (ص) و ما جاء فيها : روي في كتاب الغيبة للنعماني باب – 19: عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله (ع): لايخرج القائم (ع) حتى يكون تكملة الحلقة. قلت: وكم [تكملة] الحلقة؟ قال: عشرة آلاف، جبرئيل عن يمينه، و ميكائيل عن يساره، ثم يهز الراية و يسير بها، فلا يبقى أحد في المشرق ولا في المغرب إلا لعنها وهي راية رسول الله (ص)، نزل بها جبرئيل يوم بدر. ثم قال: يا أبا محمد ماهي والله قطن ولا كتان ولا قز ولا حرير، قلت: فمن أي شئ هي؟ قال: من ورق الجنة، نشرها رسول الله (ص) يوم بدر، ثم لفها ودفعها إلى علي (ع)، فلم تزل عند علي (ع) حتى إذا كان يوم البصرة نشرها أمير المؤمنين (ع) ففتح الله عليه، ثم لفها وهي عندنا هناك، لا ينشرها أحد حتى يقوم القائم، فإذا هو قام نشرها فلم يبق أحد في المشرق والمغرب إلا لعنها، ويسير الرعب قدامها شهرا ووراءها شهرا وعن يمينها شهرا وعن يسارها شهرا، ثم قال: يا أبا محمد إنه يخرج موتورا غضبان أسفا لغضب الله على هذا الخلق، يكون عليه قميص رسول الله (ص) الذي عليه يوم احد، وعمامته السحاب، ودرعه [درع رسول الله (ص)] السابغة وسيفه [سيف رسول الله (ص)] ذوالفقار، يجرد السيف على عاتقه ثمانية أشهر يقتل هرجا، فأول ما يبدء ببني شيبة فيقطع أيديهم ويعلقها في الكعبة وينادى مناديه: هؤلاء سراق الله، ثم يتناول قريشا، فلا يأخذ منها إلا السيف، ولايعطيها إلا السيف،...
التوضيح: و هذا يؤكد ما ذكر سابقاً من ان الناس تلعن راية القائم (ع) اذا ظهرت فلو كانت الناس حقاً تطلب المهدي (ع) من حيث ما ينال لما لعنت رايته التي هي راية رسول الله (ص).
سابعاً: الملاحم والفتن – السيد ابن طاووس – ص137 – 138: حدثنا نعيم، حدثنا سعيد أبو عثمان عن جابر عن أبي جعفر، قال: ثم يظهر المهدي بمكة عند العشاء، و معه راية رسول الله (ص)، وقميصه وسيفه وعلامات و نور وبيان، فإذا صلى العشاء نادى بأعلى صوته يقول: أذكركم الله أيها الناس ومقامكم بين يدي ربكم، فقد اتخذ الحجة، وبعث الأنبياء، وأنزل الكتاب، يأمركم أن لا تشركوا به شيئا، وأن تحافظوا على طاعته وطاعة رسوله (ص)، وأن تحيوا ما أحيى القرآن، وتميتوا ما أمات، وتكونوا أعوانا على الهدى ووزرا على التقوى، فإن الدنيا قد دنا فناؤها وزوالها، وأذنت بالوداع، وإني أدعوكم إلى الله وإلى رسوله (ص)، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سنته، فيظهر في ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر على غير ميعاد قزعا كقزع الخريف، رهبان بالليل، أسد بالنهار، فيفتح الله [ للمهدي ] أرض الحجاز، ويستخرج من كان في السجن من بني هاشم، وتنزل الرايات السود الكوفة، فيبعث بالبيعة إلى المهدي، ويبعث المهدي جنوده إلى الآفاق، ويميت الجور وأهله، وتستقيم له البلدان، ويفتح الله على يديه القسطنطينية.
التوضيح: و كذلك يفهم من هذه الرواية:
1- يظهر المهدي (ع) بمكة و معه راية رسول الله (ص) التي يلعنها من في المشرق و المغرب.
2- انه يدعو الى العمل بكتاب الله و احياء سنته ـ وإني أدعوكم إلى الله وإلى رسوله (ص)، والعمل بكتابه، وإماتة الباطل، وإحياء سنته ـ أي ان كتاب الله مهجور عند الناس و لا يعمل به و يظهر المهدي و يدعوا الى احياء سنة رسول الله و العمل بكتاب الله. أي ان مرحلة ظهور الإمام المهدي (ع) تكون بالنصيحة و الأرشاد في بداية الأمر و لا يتصور انه دعوة الناس و القيام بالسيف تتم في يوم واحد. انما يستغرق وقت لاصلاح الفساد العقائدي فما هدم بسنين لا يبنى بيوم و انما يحتاج وقت للبناء.
3- يستخرج المهدي (ع) من كان في السجن من بني هاشم. يفهم من هذا ان هناك من زج بهم بالسجون من اتباع المهدي (ع) اثناء عملية التبليغ العقائدي و الاصلاح و يستخرجهم المهدي (ع) بعد ان يأتي بالرايات السود و يهزم جيش السفياني لعنه الله.
4- تنزل الرايات السود الى الكوفة و تبعث البيعة الى المهدي و من ثم تبدأ مرحلة تحرير العالم.
ثامناً: منتخب الأنوار المضيئة ص343 : عن الباقر (ع): إن لله تعالى كنزا بالطالقان ليس بذهب ولا فضة، اثنا عشر ألفا بخراسان شعارهم: أحمد أحمد يقودهم شاب من بني هاشم على بغلة شهباء، عليه عصابة حمراء، كأني أنظر إليه عابر الفرات. فإذا سمعتم بذلك فسارعوا إليه ولو حبوا على الثلج.
التوضيح: في هذه الرواية ذكر الإمام الباقر (ع) صاحب الرايات السود بـ شاب من بني هاشم و يفهم من الرواية:
1- عبر الإمام الباقر (ع) عن اثنا عشر الفاً بخراسان بـ كنوز الطالقان. و مما تقدم من الروايات السابقة التي ذكرت خروج الرايات السود أنها من (خراسان) وهنا ذكر الإمام الباقر (ع) خراسان و كنوز الطالقان غير انه لم يذكر الرايات السود و لكن هناك عدة قرائن تؤكد على انه كنوز الطالقان هم اصحاب الرايات السود منها تكرر العناصر المشتركة التالية:
أ- خراسان = الطالقان = المشرق
ب- رجل منا أهل البيت = شاب = خليفة المهدي = خليفة الله المهدي = شاب من بني هاشم
ج- مكان الخروج هو المشرق
د- المكان المقصود هو المغرب = الكوفة، وتنزل الرايات السود الكوفة = عابر الفرات
2- شعار كنوز الطالقان ـ اصحاب الرايات السود ـ هو أحمد أحمد.
النتيجة: مما تقدم سابقاً فهمنا حدود شخصية صاحب الرايات السود وأنه: رجل من أهل البيت = مؤيد بملكوت السموات = شاب = خليفة المهدي = خليفة الله المهدي = شاب من بني هاشم = شعار انصاره احمد احمد = يخرج من المشرق...
يتبع أن شاء الله...
0 تعليق على موضوع " سلسلة الرايات السود و أمير جيش الغضب ـ الحلقة الرابعة"
الإبتساماتإخفاء