سؤال/ 124: ما معنى قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ وَكُلَّ شَيْ‏ءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً﴾ ([33]) ؟

الكاتب بتاريخ عدد التعليقات : 0

سؤال/ 124: ما معنى قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ وَكُلَّ شَيْ‏ءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً﴾ ([33]) ؟
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين
عن أبي بصير عنه (ع) : ﴿فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ﴾، قال: (هو السواد الذي في القمر) ([34]).
وكذلك عن أمير المؤمنين (ع) عندما سُئل عن السواد الذي في القمر، قال (ع) : (هو قوله تعالى: ﴿فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ﴾) ([35]). آية الليل هي القمر، وآية النهار هي الشمس.
والقمر كوكب مظلم يأخذ نوره من الشمس، والشمس نجم مضيء. وفي وجود آيتي الشمس والقمر والليل والنهار المترتب على غياب أحداهما وبزوغ الأخرى دليل واضح على التنظيم التفصيلي الدقيق ﴿وَكُلَّ شَيْ‏ءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً﴾.
وفي باطن الآية: فإنّ الشمس هو الحجة على الخلق، والقمر وصيه، فرسول الله (ص) هو الشمس، وعلي (ع) هو القمر، وهكذا في كل زمان الشمس الحجة على الخلق، والقمر الوصي الذي يأخذ من الحجة على الخلق. والليل هو الظلام والظلم ودولة الظالمين، والنهار هو النور والعدل ودولة الحق ([36]).
﴿فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْل﴾: آية الليل هو القمر، وهو الوصي والحجة على الخلق أيضاً، ومحوه أي إنّ الظلم والظلام يغطي حقه ويمنعه إياه، ولا يجري شيء إلا بأمر الله سبحانه وتعالى، ولذلك نسب هذا الأمر إليه سبحانه وتعالى، فلو شاء سبحانه أظهر آية الليل وهو القمر والوصي، كما هو الحال في زمن الإمام المهدي (ع).
﴿وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً﴾: وهي الشمس والحجة على الخلق عندما يظهر أمره على رؤوس الأشهاد، وتطأطأ له الرؤوس، وتنصاع لحقه الناس.
﴿لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ ﴾: فضل الله سبحانه وتعالى هو الفضل الأخروي، وهو الفضل الحقيقي. فلتبتغوا فضلاً من ربكم: أي بالعمل الصالح مع الإمام الحجة (ع) والجهاد بين يديه. ومن فضل الله العلم والمعرفة بالله سبحانه وتعالى وبأنبيائه ورسله وبكتبه وقصص الأمم السالفة وحساب يوم القيامة، وعلم كل شيء فصَّله الله في كتابه تفصيلاً.
كتاب المتشابهات الجزء الرابع

0 تعليق على موضوع "سؤال/ 124: ما معنى قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنا آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسابَ وَكُلَّ شَيْ‏ءٍ فَصَّلْناهُ تَفْصِيلاً﴾ ([33]) ؟"


الإبتساماتإخفاء