بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين اللهم صلي على محمد و ال محمد الأئمة و المهديين و سلم تسليما كثيرا
[ سلسلة الرايات السود و أمير جيش الغضب ـ الحلقة الثانية ]
في الحلقة الأولى كما تبين لنا سابقا من خلال الاحاديث الشريفة أن صاحب الرايات السود هو رجل من ال محمد عليهم السلام وواجب الطاعة و النصرة و تلبية دعوته و الجهاد في ركبة بالسلاح. و في هذه الحلقة كذلك تكملة لتلك الاحاديث في تبيان صاحب الرايات السود نورد بعض الاحاديث كذلك:
ثالثاً: بشارة الإسلام ص30 : قال رسول الله (ص): يقتل عند كنزكم ثلاثة كلهم ابن خليفة ثم لا تصير إلى واحد منهم ثم تطلع الرايات السود من قبل المشرق فيقاتلوهم قتالا لا يقاتله قوم ثم ذكر شابا فقال إذا رأيتموه فبايعوه فانه خليفة المهدي.
التوضيح: في هذه الرواية ذكر رسول الله (ص) صاحب الرايات السود بـ شاب، خليفة المهدي ويفهم منه:
1- هنا لم يحدد مكان للرايات السود و انما قال من قبل المشرق.
2- هناك أمر بالبيعة لهذا الشاب و أنه خليفة المهدي (ع). ويفهم منه ايضا أن هذا الشاب هو صاحب ولاية الهية لانه خليفة المهدي (ع) و لو كان شخص عادي او مصلح عادي لما أمرنا بالبيعه له مما يدل على انها راية حق محض.
رابعاً: الغيبة – الشيخ الطوسي – ص 452 : عن جابر، عن أبي جعفر (ع) قال: تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة، فإذا ظهر المهدي (ع) بعث إليه بالبيعة.
التوضيح: يفهم من هذه الرواية:
1- ان الرايات السود تتجه الى الكوفة و تنزل بها.
2- كذلك ان المهدي (ع) يظهر و يبعث اليه بالبيعه. وهنا يفهم ان المهدي (ع) الذي يبعث له بالبيعه هو غير ـ خليفة المهدي أو خليفة الله المهدي ـ لأنه الأخير هو قائد هذه الرايات السود. أو يمكن القول من وجه آخر و هو أن المهدي الذي يظهر و يبعث له بالبيعه هو نفسه ـ خليفة الله المهدي ـ و ان هذه الرايات تأتمر بأمره و توجيهه المباشر و بعد أن تنزل الكوفة يظهر لأنصاره ـ اصحاب الرايات السود ـ و يبايعونه و لكن الرواية السابقة في (ثانياً) تقول ـ فأن فيها خليفة الله المهدي ـ فيكون الأحتمال الأول أرجح من الثاني.
خامساً: الخرائج والجرائح – قطب الدين الراوندي – ج3 – ص1158 : قال الامام الباقر (ع): آيتان تكونان قبل قيام القائم لم تكونا منذ هبط آدم إلى الأرض: تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان، والقمر في آخره، وعند ذلك يسقط حساب المنجمين. وقال (ع): تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلى الكوفة، فإذا ظهر المهدي، بعث إليه بالبيعة.
التوضيح: في هذه الرواية يفهم مثل ما تقدم في السابقة.
سادساً: الملاحم والفتن – السيد ابن طاووس – ص136 : حدثنا نعيم، حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي رومان عن علي، قال: إذا هزمت الرايات السود خيل السفياني التي فيها شعيب بن صالح تمنى الناس المهدي فيطلبونه، فيخرج من مكة ومعه راية رسول الله (ص)، فيصلي ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه لما طال عليهم من البلاء، فإذا فرغ من صلاته انصرف، فقال: أيها الناس ألح البلاء بأمة محمد (ص)، وبأهل بيته خاصة، قهرنا وبغي علينا.
التوضيح: و يفهم من هذه الرواية :
1- ان الرايات السود تهزم خيل السفياني لعنه الله.
2- ان شعيب بن صالح يكون في هذه الرايات السود و في رواية أخرى انه يكون على مقدمة جيش المهدي.
3- بعد ان يهزم السفياني لعنه الله تمنى الناس المهدي (ع) و يطلبونه.
تبيان مهم: في هذه الرواية اشارة الى حقيقة مهمة و هي ان الناس عموما تطلب الإمام المهدي (ع) وتنتظر خروجه ولكن يفهم من عبارة ـ تمنى الناس المهدي فيطلبونه ـ الى حدوث تغير في حال الناس. و ربما المقصود من عبارة تطلب المهدي (ع)، اي ان المهدي (ع) ودعوته لم تكن واضحه و جليه للناس و ربما كانت الناس تحارب دعوة المهدي (ع) ولكن بعد ان تنتصر الرايات السود على خيل السفياني لعنه الله، تتبين حقيقه كانت مخفية و هذا يفسر معنى الرواية التي تقول ـ يظهر في شبهه ليستبين ـ أي ان الناس لا تعرف بالبداية دعوة الإمام المهدي (ع) و انها كانت تطلب المهدي (ع) من حيث لا ينال.
يتبع أن شاء الله...
0 تعليق على موضوع "سلسلة الرايات السود و أمير جيش الغضب ـ الحلقة الثانية"
الإبتساماتإخفاء