السؤال/ 405: الصلاة والسلام عليك يا بقية الله وعلى آبائك وأهل بيتك الطيبين الطاهرين.
ما هو تفسير الآيات:
﴿وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ﴾.
﴿إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ﴾.
من هو المنذر في هذه الآيات، فنحن نستشهد بها في الاحتجاج على المخالفين ؟؟
ما هو تفسير الآية: ﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾.
وما هو تفسير الآية: ﴿قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِن كَانُوا يَنطِقُونَ﴾.
لا نشك في أن قول إبراهيم (ع) هو الصدق، ولكن ما هو تأويل فعلها كبيرهم ؟؟
سامحني على التقصير في العمل، اذكرني في دعائك يا مولاي، جمعنا الله تحت رايتك آمين يا رب العالمين.
المرسل: أبو هاشم
الجواب: بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآل محمد الأئمة والمهديين وسلم تسليماً كثيراً.
ج س1: المنذر هو محمد (ص)، وأيضاً حجة الله وخليفته في أرضه في كل زمان، فالقرآن حي لا يموت ولكل زمان منذر.
ج س2: قوله تعالى: ﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ﴾. تقوى الله سبحانه وتعالى تكون نتيجة لاجتناب العبد كل ما لا يرضاه سبحانه وتعالى والتزام كل ما يحبه سبحانه وتعالى، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾.
وهذه التقوى تجعل الإنسان مراقباً الله سبحانه في كل تحركاته وسكناته، فهذا العبد ذاكر لله سبحانه وتعالى، فكيف لا يذكره سبحانه وتعالى ويُبيِّن له ويُعرفه كل ما يحتاجه للنجاة والخلاص؟! وبالتالي فيكون المتقي قد امتلك أداة التفريق بين الحق والباطل - وهي النور أو الفرقان -، فالمتقي يعرف الحق ويتبعه ويعرف الباطل فيجتنبه، فنتيجة التقوى هي درجة من درجات العصمة يمنّ الله بها على من يقدم لها ثمنها، وهو مراقبة الله وذكره على كل حال وفعل كل ما يرضاه واجتناب كل ما لا يرضاه.
قال تعالى: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِّلْمُتَّقِينَ﴾.
نعم هو هدىً للمتقين؛ لأن المتقين عندهم أداة التمييز بين الحق والباطل عصمهم الله بها من الالتواء على حجة الله ومخالفته، ﴿يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً﴾، هذا الفرقان والنور يحتاجه الإنسان ما دام في هذه الحياة؛ لأنه في امتحان مستمر، فحتى وإن كان مؤمناً بحجة الله في زمانه فربما مات الحجة وابتلاه الله بحجة لاحق، وربما يضل السبيل إن لم يكن يملك هذا النور والفرقان.
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾. فالإيمان بالرسول كما هو واضح ربما لا يكون كافياً للنجاة، خصوصاً إذا مات الرسول أو الحجة وجاء وصيه وفشل الإنسان في معرفته والالتحاق به، ولهذا بيَن الله سبحانه وتعالى أن هناك أداة تعصم الإنسان من الضلال، وهناك ثمن أيضاً لهذه الأداة، فثمنها كما هو واضح في الآيات هو التقوى، وهذه الأداة هي النور والفرقان الذي يميز به الإنسان بين الحق والباطل.
وهذه الأداة هي عبارة عن وحي الله سبحانه وتعالى للمتقين، وتعريفهم بالحق والباطل، وأوضح صورة لهذا الوحي يعرفها كل الناس تقريباً هي الرؤى التي يراها الناس، فالمتقي يُعرِّفه الله بالرؤيا طريق الحق وطريق الباطل، فلا يبقى إلا أن يؤمن بالغيب ويعمل به، والحقيقة أن المتقي لابد أن يؤمن بالغيب ويعمل به؛ لأن صفة الإيمان بالغيب ملازمة له.
﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ @ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ﴾
الإمام أحمد الحسن ع
الجواب المنير عبر الأثير ج5
0 تعليق على موضوع "السؤال/ 405: الصلاة والسلام عليك يا بقية الله وعلى آبائك وأهل بيتك الطيبين الطاهرين. ما هو تفسير الآيات"
الإبتساماتإخفاء